الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

جبل القرود




اتباعا لمنهج توزيع الثروة بالطريق القومي
(جبل القرود ) بالفاو ..محطة للسياحة ومهرجان غذائي علي الاسفلت

االفاو : انور عوض


في مشاهد درامية تتطلب كاميرا تلفزيونية لتوثيقها تهبط عشرات القرود من نوع ( تقل ) من اعلي جبال الفاو لتقطع طريق المرور السريع بين مدني – القضارف بمنطقة الفاو, وان كانت قرود جبل طارق بالمغرب قد تابعتها وسائل الاعلام بانها تسرق الطعام وتعض الأطفال وتشاكس السائحين للدرجة التي وصفت فيها تلك القرود بانها حيوانات تهدد مستعمرة جبل طارق وسكانها وسائحيها الأمر الذي دفع سلطات المستعمرة للبحث عن وسيلة سريعة للتخلص من القرود التي تعيش في تلك المنطقة منذ مئات السنين’ فأن الوضع في ( جبل القرود ) بمنطقة الفاو مختلف جدا , اذ ان افواج القرود التي يتقدمها زعيم بعينه تجلس القرفصاء علي الاحجار المتساقطة من الجبل وكأنها تتنظر مثل الادميين وصول الحافلة , وعند اقتراب البصات السياحية والحافلات من موقع القرود يتقدم الفوج الزعيم ليعبر بالمجموعة نحو ( المحطة ) , وبدون خوف تتوقف القرود قرب البص الذي تكون عجلاته قد توقفت هي ايضا ليهبط طاقم الضيافة بالبص ويقذف للقرود ببقايا اطباق الوجبات السفرية وهي نفس اللحظات التي تظل فيها اعين الركاب خصوصا الاطفال مشدوهة نحو المنظر الذي لم يالفوة , ولان السيناريو لم ينتهي هنا فان استلام القرود لحصتها الغذائية الفاخرة تتحول الي مهرجان , اذ تحيل القرود منطقة وقوف البص او الحافلة الي طاولة ولائم وهي تتقافز او تتشاجر حول قطعة بيتزا او ماشابه ذلك غير ان اكثر المشاهد التي تشد الركاب من داخل البص هو ان القرود تعمد الي فتح اكياس الاطباق او التغليف بطريقة احترافية جدا وتبدأ تناول الوجبة بذات ترتيب تناول الطعام التي عرف بها الركاب بمعني انها- اي قرود الفاو – تتناول بقايا الخبز والطعمية او السمك اولا ومن ثم تلتهم الموز او قشرته ولاباس لدي القرود بالطبع من شفط بقايا عصير القوارير البلاستيكية او المغلفة بالكرتون , ومن ثم تتحرك افواج القرود نحو الجبل او الاشجار القريبة منه في انتظار قادمين جدد من المانحيين السودانيين , غير ان بعض الركاب يوظفون حالة الهدؤ التي تحققت بالاقتراب من القرود لالتقاط صور تزكارية معها وهو امر تتقبلة القرود بقفزات غريبة شريطة ان تكون المسافة الفاصلة بين القرد والراكب معقولة والا هرب القرد في اللحظة التي تداعب فيها انامل المصور زر التصوير ,
الظاهرة المتكررة يوما بجبل القرود باتت معلما او محطة رئيسية للبصات بين الخرطوم – القضارف للدرجة التي اطلق فيها سائقوا البصات والمضيفين والركاب علي المنطقة (جبل القرود) غير ان بعض السكان المحليين ومع سعادتهم بعلاقة المانحين من العابرين من المسافريين تجاه قرود الجبل المقيمة بالمنطقة الا ان القلق يتضاعف ليس تخوفا من هجوم القرود علي الركاب بل خوفا من نتائج انقطاع هذه المنح ذات يوم الامر الذي سينعكس سلبا علي المقيمين بالمنطقة خاصة وان القرود تعودت كما يبدو علي نظام غذائي مميز , اما التخوف الثاني بالمنطقة فهو ان وفرة الغذاء الجيد اسهمت كما قال احد السكان في تضاعف اعداد القرود وربما حدث ذلك نتيجة لهجرات( سرية) لقرود من مناطق مجاورة علي طريقة توزيع الثروة والسلطة – اي – التوزيع العادل للاطباق والمشروبات علي الطريق القومي ,
اما المهتمتين بامر حياة الحيوان وحقوقة فانهم قلقون بسبب ان حركة العبور اليومي لافواج القرود للاسفلت من جهة لجهة طوال اليوم يعرض القرود بل عرض حياتها بعضها للخطر ودفع فاتورة الوجبة الغذائية قبل تناولها وتشهد علي ذلك هياكل القرود التي تحطمت اسفل اطارات عربة مسرعة او شاحنة عابرة للطريق لتواجه القرود حتفها بدلا عن الظفر بالاطباق الشهية . واي كانت نهاية مخاوف السكان او قلق المهتمين بحقوق الحيوان فان محطة ( جبل القرود ) تستقبل يوميا وعلي مدار الرحلات السفرية بين الخرطوم والقضارف مسافرين سعداء بلحظات التوقف بالجبل والتقاط الصور, ومن غير المستبعد ان نقرأ اعلانا تجاريا لشركة نقل تضمنه (عزيزي الراكب .. نتيح لك عشر دقائق للسياحة بجبل القرود ) ومن غير المستبعد ايضا ان تطرح الجهات المحلية المسئولة عطاءات لاستثمار المحطة .

ليست هناك تعليقات: