بعد رحلات النزوح واللجؤ
شباب جنوب السودان .. احلام تنهض من رماد الحرب
شباب جنوب السودان .. احلام تنهض من رماد الحرب
جنوب أ لسودان – جوبا : انور عوض
انتهت الحرب الاهلية بجنوب السودان ولكنها خلفت جراحا لاتندمل وسط الشباب ومن اهمها سيادة روح الاحباط , من هنا ابتدرت نانسي ميكادي عبرت عن احلامها بمشاركة شباب جنوب السودان في تنمية ما دمرته الحرب وقالت انها تحلم بان يتحول الجنوب سريعا الي منطقة تتوفر بها الخدمات للمواطنين ممثلة في الصحة والتعليم واكدت عزم الشباب علي المشاركة بشكل واسع في تنفيذ برامج التنمية عبر العمل الطوعي غير ان امل حسين لم توافقها العبارات الحالمة وذهبت الي ان الشباب بجنوب السودان غير فاعيلين بما يكفي او بما هو منتظر منهم واضافت ( صحيح هناك روبط ومنظمات شبابية بدات تتكون ولكن العمل المطلوب لا حدود له واذا لم نعلم بحجم ما هو منتظر منا ونشمر عن ساعد الجد لن نفعل شيئا ) , ويؤكد ايمانويل تومبي الشاب الذي يعمل مراسل صحفيا من جوبا ان الشباب بالجنوب لديهم رغبة حقيقية ومدركون لدورهم في احداث التغير المنشود ولكن المشكلة تكمن كما يقول تومبي في ان الصعوبات تحاصرهم بجانب انهم – اي الشباب - يفتقرون الي الاندية التي يمكن ان تضمهم وترعي عملهم من اجل التنمية ويضيف ( حتي الاحزاب السياسية لم تتيح للشباب فرصة تمثيل كبيرة لدفعهم نحو المشاركة في التنمية )
ويري ايمانويل ان الاعلام المحلي بالجنوب له محاولات جيدة في فتح افاق المشاركة للشباب مشيرا الي ان اذاعة جنوب السودان كمثال تهتم ببرامج الشباب وتتيح امام المبدعين منهم فرص مشاركة مقدرة عبر برامج مختلفة من اهمها برنامج ( ملتقي الشباب ) غير ان ايمانويل يوجه اصبعه نحو قصور تجاه منظمات المجتمع المدني بجنوب السودان ويقول ان المنظمات غير نشطة بما يكفي في مايخص تطوير قدرات الشباب بالقليم ,
ويذهب ايمانويل تومبي الي ان شباب جنوب السودان العائدين عقب اتفاقية السلام من دول اللجؤ مثل كينيا ويوغندا قد شكلوا بتجاربهم التي اكتسبوها في خارج البلاد اضافة كبيرة في ملتقيات الشباب بعاصمة الجنوب عبر احاديثهم وحواراتهم عن التنمية وثقافة السلام والتحديات التي تواجه الاجيال الجديدة بعد توقف الحرب ,
ومن بين هولاء العائدين والعائدات او الراغبين في العودة ريكا داهول والعائدة من مهجرها استراليا الي مدينة جوبا في مايو الماضي التقيتها وسالتها عن مدي ارتباطهم ببلادهم كشباب قالت بعزيمة( انا اعيش في استراليا منذ ثلاثة عشر عاما ولكنيي ساعود الي هنا – واكملت - عدت بعد هذه السنوات الطويلة الي جوبا لاجد الكثير من المشاهد قد تغيرت بسبب الحرب , الغابات لم تعد موجودة في مناطق عديدة بسبب الحرب القاتلة -
- وبرقت عيناها واكملت ( ولكنها ستخضر مرة اخري وذهبت الي ان مطلوب منهم كشباب الكثير خاصة اولئك المقيمين بالمهاجر اذ انهم الاحوج كما تقول ريكا الي وجود وطن اخضر يعوضهم عن الحرب والنزوح وسنوات اللجؤ للبلدان البعيدة هربا من الموت الذي حصد الالاف هنا خلال عقدين من السنوات ,
عودة لمقاعد الدرس
فيما يخص ا جهود حكومة جنوب السودان والمنظمات الدولية لتعويض سنوات الفاقد التعليمي بسسب الحرب تجري جهود عديدة لجذب الاطفال مرة اخري نحو مقاعد الدراسة ومن اهم هذة المحاولات مبادرة "اذهب إلى المدرسة" والتي رعتها منظمة اليونسيف في جنوب السودان العام الم
بدءانا توا معركة الحياة
الشباب المهتمين بالفنون في جنوب السودان مستغرقون في انتاج اعمال غنائية وفنية تعبر عن امالهم بحياة جديدة يطوون بها صفحات الحرب والاحتراب ومن بين هولاء( دوك) وهو فنان شعبي يعمل من خلال فرقة فنية محلية بالجنوب يطلق عليا اسم ( بافلو بان ) قال انهم يغنون للسلام في كل مكان, نانا او سلافة الطاهر كما يقول اسمها باللغة العربية واحدة من فتيات جنوب السودان اللائي اكتوين بالحرب الاهلية لما يزيد عن العقدين وسلافة نتاج لمصاهرة بين شمال وجنوب السودان فوالدتها من قبيلة البديرية بوسط السودان اما والدها فهو من قبيلة الدينكا ابرز قبائل جنوب السودان , وجدتها – اي – سلافة - تساعد امها في العمل بالمطعم الصغير الذي تملكة بمدينة جوبا عاصمة الجنوب اخبرتني انها تدرس بالصف الثاني الثانوي وانها تساعد والدتها في العطلة الصيفية وتحلم سلافة باكمال تعليمها والحصول علي درجة البكالريوس في الطب وقالت بأمل ( احلم بان اصبح طبيبة لاداوي المرضي من اهلي الفقراء .. هم يحتاجوننني بشدة )
الفتاة سلافة او نانا بنسختها الافريقية تتحدث العربية بطلاقة بينما تدس جسدها بطوله الفارع في ثوب افريقي بحت يسمونه ( لاو ) او ( الكنغا )
وكما ان الحرب التي اخذت من شباب السودان جنوبا وشمالا عمر واحلاما في العيش بسلام الا ان توقف الحرب الاهلية عقب عقدين من الزمان عبر اتفاقية السلام التي وقعها متمردو الحركة الشعبية لتحرير السودان في يناير من العام 2005 م مع الحكومة اتاحت للشباب فتح طاقة نحو المستقبل وهكذا تفعل سلافة تدغدغ احلامها اغنيات فنان محلي شهير اسمه( غوردون ) يغني بلغة اهلها الدينكا يغني للحب والسلام , فبالرغم من ظروف الفقر جراء الحرب الطويلة الا ان الشباب يريدون النهوض باحلامهم وصمتت ( نانا ) برهة واكملت ( مثلما دفعنا ثمنا غاليا في رحلة الموت يجب علينا كذلك ان نسهم في معركة الحياة ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق