الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

جبل القرود




اتباعا لمنهج توزيع الثروة بالطريق القومي
(جبل القرود ) بالفاو ..محطة للسياحة ومهرجان غذائي علي الاسفلت

االفاو : انور عوض


في مشاهد درامية تتطلب كاميرا تلفزيونية لتوثيقها تهبط عشرات القرود من نوع ( تقل ) من اعلي جبال الفاو لتقطع طريق المرور السريع بين مدني – القضارف بمنطقة الفاو, وان كانت قرود جبل طارق بالمغرب قد تابعتها وسائل الاعلام بانها تسرق الطعام وتعض الأطفال وتشاكس السائحين للدرجة التي وصفت فيها تلك القرود بانها حيوانات تهدد مستعمرة جبل طارق وسكانها وسائحيها الأمر الذي دفع سلطات المستعمرة للبحث عن وسيلة سريعة للتخلص من القرود التي تعيش في تلك المنطقة منذ مئات السنين’ فأن الوضع في ( جبل القرود ) بمنطقة الفاو مختلف جدا , اذ ان افواج القرود التي يتقدمها زعيم بعينه تجلس القرفصاء علي الاحجار المتساقطة من الجبل وكأنها تتنظر مثل الادميين وصول الحافلة , وعند اقتراب البصات السياحية والحافلات من موقع القرود يتقدم الفوج الزعيم ليعبر بالمجموعة نحو ( المحطة ) , وبدون خوف تتوقف القرود قرب البص الذي تكون عجلاته قد توقفت هي ايضا ليهبط طاقم الضيافة بالبص ويقذف للقرود ببقايا اطباق الوجبات السفرية وهي نفس اللحظات التي تظل فيها اعين الركاب خصوصا الاطفال مشدوهة نحو المنظر الذي لم يالفوة , ولان السيناريو لم ينتهي هنا فان استلام القرود لحصتها الغذائية الفاخرة تتحول الي مهرجان , اذ تحيل القرود منطقة وقوف البص او الحافلة الي طاولة ولائم وهي تتقافز او تتشاجر حول قطعة بيتزا او ماشابه ذلك غير ان اكثر المشاهد التي تشد الركاب من داخل البص هو ان القرود تعمد الي فتح اكياس الاطباق او التغليف بطريقة احترافية جدا وتبدأ تناول الوجبة بذات ترتيب تناول الطعام التي عرف بها الركاب بمعني انها- اي قرود الفاو – تتناول بقايا الخبز والطعمية او السمك اولا ومن ثم تلتهم الموز او قشرته ولاباس لدي القرود بالطبع من شفط بقايا عصير القوارير البلاستيكية او المغلفة بالكرتون , ومن ثم تتحرك افواج القرود نحو الجبل او الاشجار القريبة منه في انتظار قادمين جدد من المانحيين السودانيين , غير ان بعض الركاب يوظفون حالة الهدؤ التي تحققت بالاقتراب من القرود لالتقاط صور تزكارية معها وهو امر تتقبلة القرود بقفزات غريبة شريطة ان تكون المسافة الفاصلة بين القرد والراكب معقولة والا هرب القرد في اللحظة التي تداعب فيها انامل المصور زر التصوير ,
الظاهرة المتكررة يوما بجبل القرود باتت معلما او محطة رئيسية للبصات بين الخرطوم – القضارف للدرجة التي اطلق فيها سائقوا البصات والمضيفين والركاب علي المنطقة (جبل القرود) غير ان بعض السكان المحليين ومع سعادتهم بعلاقة المانحين من العابرين من المسافريين تجاه قرود الجبل المقيمة بالمنطقة الا ان القلق يتضاعف ليس تخوفا من هجوم القرود علي الركاب بل خوفا من نتائج انقطاع هذه المنح ذات يوم الامر الذي سينعكس سلبا علي المقيمين بالمنطقة خاصة وان القرود تعودت كما يبدو علي نظام غذائي مميز , اما التخوف الثاني بالمنطقة فهو ان وفرة الغذاء الجيد اسهمت كما قال احد السكان في تضاعف اعداد القرود وربما حدث ذلك نتيجة لهجرات( سرية) لقرود من مناطق مجاورة علي طريقة توزيع الثروة والسلطة – اي – التوزيع العادل للاطباق والمشروبات علي الطريق القومي ,
اما المهتمتين بامر حياة الحيوان وحقوقة فانهم قلقون بسبب ان حركة العبور اليومي لافواج القرود للاسفلت من جهة لجهة طوال اليوم يعرض القرود بل عرض حياتها بعضها للخطر ودفع فاتورة الوجبة الغذائية قبل تناولها وتشهد علي ذلك هياكل القرود التي تحطمت اسفل اطارات عربة مسرعة او شاحنة عابرة للطريق لتواجه القرود حتفها بدلا عن الظفر بالاطباق الشهية . واي كانت نهاية مخاوف السكان او قلق المهتمين بحقوق الحيوان فان محطة ( جبل القرود ) تستقبل يوميا وعلي مدار الرحلات السفرية بين الخرطوم والقضارف مسافرين سعداء بلحظات التوقف بالجبل والتقاط الصور, ومن غير المستبعد ان نقرأ اعلانا تجاريا لشركة نقل تضمنه (عزيزي الراكب .. نتيح لك عشر دقائق للسياحة بجبل القرود ) ومن غير المستبعد ايضا ان تطرح الجهات المحلية المسئولة عطاءات لاستثمار المحطة .

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008


قصة بحار سجنته امواج البحر في ساحله اربعين عاما


بورتسودان : أنور عوض


حزين عميق انتابني وان اتجول ذات مساء علي كونيش ساحل البحر الاحمر ببورتسودان ليس فقط بسبب شكوي المهتمين بالبيئة البحرية والهلع الذ ي اصابهم جرا ردم احكومة لشواطي البحر في اكثر من جهة بدعوة تجميل المدينة , ولكن اطنان الاسمنت اخفت من الوجود معلما حديثا اسمه معرض الحياة البحرية الذي يضم حيوانات ونياتات البحر الاحمر حية او محنطة بجانب الطيور وغيرها , اختفي مقر المعرض والتهمه غول التجميل , وعندما توقفت في مكانه القديم وبجواري صبي رث الثياب يتمدد علي الكورنيش تزكرت قصة نادرة لرجل ما , مثلي مثل كثيرون من رواد الشاطي لا يعلمون اين انتهي به المطاف فبرحيل (كشك ) المعرض رحل عم قدري من جوار البحر وربما ابله بدل المحبة جفا ,
اسمة قدري خير الله والده من ابناء جبال النوبة ومن منطقة تقلي علي وجه الدقة كان يعمل ضابطا , ولكن قدري حسب ماروي لي ذات مره ونحن قبالة البحر انه ولد بمدينة الاسكندرية وتركه والده هناك وعمره شهرين بعد نزاع بينه والهيئة المواني البحرية حيث يعمل , يقول قدري( نشات وامامي والدتي فحسب بجانب اخوتي البنات ثم التحقت بالمدرسية البحرية وبعده استخرجوا لي جواز بحري برتبة ( ولد سطح ) او مايعرف بصبي بحري , وكان ذلك في العام 1940 وصعدت الي مركب النيل المغادر الي نيويورك يقودة كابتن انجليزي ) اطياف من الذكريان كانت تلمع في عينية ( في تلك الرحلة اعجب الكابتن بعملي فقرر ترقيتي الي وظيفة ( ربع ضابط بحري ) وكانت القوارب وقتها قديمة وتعمل بالبخار)
وفي العام 1941 شهد عم قدري احتفالات نيويورك باعياد الميلاد وتعرض لاهانة من احد زملائه يعود للتاريخ ويحكي ( غضبت وغادرت السفينة وبقيت بنييويورك ثلاثة اعوام ووقتها طلبتني الحكومة المصرية لاداء الخدمة العسكرية فتوجهت الي واشنطن ووافقوا علي عملي بالسفارة المصرية الي حين سفري لمصر ) واتاحت الاقدار لعم قدري بعدها ان يجد فرصة للالتحاق بالعمل في السفن المغادرة الي بقاع الدنيا – اكمل البحار العجوز قائلا (
بعد ذلك ركبت سفينة يونانية يوغسلافية طفت بها دول العالم مثل امريكا , اليابان . الصين , اندونسيا , استراليا , نيوزيلندة , سنغافورة , لبنان , رومانيا , العراق , السعودية , تركيا.. باختصار انا قضيت اربعون عام من عمري في البحار والمحيطات ( البحر حياتي )
وعملت في سفن حملت اعلام عديدة بدأ من العلم الكوبي ومرورا بالعلم الاسباني وغيره )
- واتكأ يومها عم قدري علي كتلة خشبية امامه وحدق في البحر طويلا وقال بصوت ياتي من اعماق بعيدة ( طفت كل ه1ه الدنيا وعدت الي هنا .. الي بلدي وانحزت للبحرفور اسقراري بمدينة بورتسودان اعمل هنا نعم ولكن الاجمل انني اظل مقيما هنا ايضا اتنفس واحيأ اتجول وانوم جوار الامواج ..فهنا مصدرتي سعادتي ) ووقتها كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل فاعتذر بانه يود ان ينام ولكن قبلها علينا ان نشرب (شاي بحارقديم ) , وارتشفت ومعي صديقي د.محمد خليل مرافقي كوبا شاي لم اذق مثلهما بعد, ..وعند زيارتي الاخيرة لبورتسودان ابعدت عيني من المكان اذي كان عم قدري يشرح فيه لزوار الساحل مغامرات البحر وعوالمه ..باتت اليوم قطعة بلاط بارد علي الرصيف , فهنا لم يعد عم قدري موجودا ولا عالمه البحري المجنون وترحاله بين المواني ....قلبي يحدثني انه غادر المكان محتجا علي خنق الشاطي باطنان الاسمنت.. افتقدته انا هناك فتري هل تعرف نوارس البحرالاحمر طريقه؟

احلام تنهض من رماد الحرب






بعد رحلات النزوح واللجؤ
شباب جنوب السودان .. احلام تنهض من رماد الحرب

جنوب أ لسودان – جوبا : انور عوض

انتهت الحرب الاهلية بجنوب السودان ولكنها خلفت جراحا لاتندمل وسط الشباب ومن اهمها سيادة روح الاحباط , من هنا ابتدرت نانسي ميكادي عبرت عن احلامها بمشاركة شباب جنوب السودان في تنمية ما دمرته الحرب وقالت انها تحلم بان يتحول الجنوب سريعا الي منطقة تتوفر بها الخدمات للمواطنين ممثلة في الصحة والتعليم واكدت عزم الشباب علي المشاركة بشكل واسع في تنفيذ برامج التنمية عبر العمل الطوعي غير ان امل حسين لم توافقها العبارات الحالمة وذهبت الي ان الشباب بجنوب السودان غير فاعيلين بما يكفي او بما هو منتظر منهم واضافت ( صحيح هناك روبط ومنظمات شبابية بدات تتكون ولكن العمل المطلوب لا حدود له واذا لم نعلم بحجم ما هو منتظر منا ونشمر عن ساعد الجد لن نفعل شيئا ) , ويؤكد ايمانويل تومبي الشاب الذي يعمل مراسل صحفيا من جوبا ان الشباب بالجنوب لديهم رغبة حقيقية ومدركون لدورهم في احداث التغير المنشود ولكن المشكلة تكمن كما يقول تومبي في ان الصعوبات تحاصرهم بجانب انهم – اي الشباب - يفتقرون الي الاندية التي يمكن ان تضمهم وترعي عملهم من اجل التنمية ويضيف ( حتي الاحزاب السياسية لم تتيح للشباب فرصة تمثيل كبيرة لدفعهم نحو المشاركة في التنمية )
ويري ايمانويل ان الاعلام المحلي بالجنوب له محاولات جيدة في فتح افاق المشاركة للشباب مشيرا الي ان اذاعة جنوب السودان كمثال تهتم ببرامج الشباب وتتيح امام المبدعين منهم فرص مشاركة مقدرة عبر برامج مختلفة من اهمها برنامج ( ملتقي الشباب ) غير ان ايمانويل يوجه اصبعه نحو قصور تجاه منظمات المجتمع المدني بجنوب السودان ويقول ان المنظمات غير نشطة بما يكفي في مايخص تطوير قدرات الشباب بالقليم ,
ويذهب ايمانويل تومبي الي ان شباب جنوب السودان العائدين عقب اتفاقية السلام من دول اللجؤ مثل كينيا ويوغندا قد شكلوا بتجاربهم التي اكتسبوها في خارج البلاد اضافة كبيرة في ملتقيات الشباب بعاصمة الجنوب عبر احاديثهم وحواراتهم عن التنمية وثقافة السلام والتحديات التي تواجه الاجيال الجديدة بعد توقف الحرب ,
ومن بين هولاء العائدين والعائدات او الراغبين في العودة ريكا داهول والعائدة من مهجرها استراليا الي مدينة جوبا في مايو الماضي التقيتها وسالتها عن مدي ارتباطهم ببلادهم كشباب قالت بعزيمة( انا اعيش في استراليا منذ ثلاثة عشر عاما ولكنيي ساعود الي هنا – واكملت - عدت بعد هذه السنوات الطويلة الي جوبا لاجد الكثير من المشاهد قد تغيرت بسبب الحرب , الغابات لم تعد موجودة في مناطق عديدة بسبب الحرب القاتلة -
- وبرقت عيناها واكملت ( ولكنها ستخضر مرة اخري وذهبت الي ان مطلوب منهم كشباب الكثير خاصة اولئك المقيمين بالمهاجر اذ انهم الاحوج كما تقول ريكا الي وجود وطن اخضر يعوضهم عن الحرب والنزوح وسنوات اللجؤ للبلدان البعيدة هربا من الموت الذي حصد الالاف هنا خلال عقدين من السنوات ,

عودة لمقاعد الدرس

فيما يخص ا جهود حكومة جنوب السودان والمنظمات الدولية لتعويض سنوات الفاقد التعليمي بسسب الحرب تجري جهود عديدة لجذب الاطفال مرة اخري نحو مقاعد الدراسة ومن اهم هذة المحاولات مبادرة "اذهب إلى المدرسة" والتي رعتها منظمة اليونسيف في جنوب السودان العام الماضي كخطوة نحو إعادة بناء النظام التعليمي، وهدفت المبادرة إلى إحضار 1.6 مليون طفل إلى المدرسة نهاية 2007 . و كانت اليونسيف ووزارة التعليم والعلوم والتكنولوجيا قد أطلقتا المبادرة بالتعاون مع طائفة واسعة من الشركاء،

بدءانا توا معركة الحياة

الشباب المهتمين بالفنون في جنوب السودان مستغرقون في انتاج اعمال غنائية وفنية تعبر عن امالهم بحياة جديدة يطوون بها صفحات الحرب والاحتراب ومن بين هولاء( دوك) وهو فنان شعبي يعمل من خلال فرقة فنية محلية بالجنوب يطلق عليا اسم ( بافلو بان ) قال انهم يغنون للسلام في كل مكان, نانا او سلافة الطاهر كما يقول اسمها باللغة العربية واحدة من فتيات جنوب السودان اللائي اكتوين بالحرب الاهلية لما يزيد عن العقدين وسلافة نتاج لمصاهرة بين شمال وجنوب السودان فوالدتها من قبيلة البديرية بوسط السودان اما والدها فهو من قبيلة الدينكا ابرز قبائل جنوب السودان , وجدتها – اي – سلافة - تساعد امها في العمل بالمطعم الصغير الذي تملكة بمدينة جوبا عاصمة الجنوب اخبرتني انها تدرس بالصف الثاني الثانوي وانها تساعد والدتها في العطلة الصيفية وتحلم سلافة باكمال تعليمها والحصول علي درجة البكالريوس في الطب وقالت بأمل ( احلم بان اصبح طبيبة لاداوي المرضي من اهلي الفقراء .. هم يحتاجوننني بشدة )
الفتاة سلافة او نانا بنسختها الافريقية تتحدث العربية بطلاقة بينما تدس جسدها بطوله الفارع في ثوب افريقي بحت يسمونه ( لاو ) او ( الكنغا )
وكما ان الحرب التي اخذت من شباب السودان جنوبا وشمالا عمر واحلاما في العيش بسلام الا ان توقف الحرب الاهلية عقب عقدين من الزمان عبر اتفاقية السلام التي وقعها متمردو الحركة الشعبية لتحرير السودان في يناير من العام 2005 م مع الحكومة اتاحت للشباب فتح طاقة نحو المستقبل وهكذا تفعل سلافة تدغدغ احلامها اغنيات فنان محلي شهير اسمه( غوردون ) يغني بلغة اهلها الدينكا يغني للحب والسلام , فبالرغم من ظروف الفقر جراء الحرب الطويلة الا ان الشباب يريدون النهوض باحلامهم وصمتت ( نانا ) برهة واكملت ( مثلما دفعنا ثمنا غاليا في رحلة الموت يجب علينا كذلك ان نسهم في معركة الحياة ) .


الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

عاشق البي بي سي


عمر(لندن )في اخبار عاجلة
عاشق ل (بي بي سي ) يتجول بين مدن السودان

منطقة اقدي – ولاية النيل الازرق : أنور عوض



مع ان صرعات الارتباط بالفضائيات ونجومها بات هو ( ستايل ) شباب اليوم الا ان نجومية البي بي سي احتفظت بألقها القديم والمتجدد وفقا لحالة المواطن السوداني عمر الذي لا يسير قدما دون حمل لافتة التي بات يعرف بها او تعرف به لافرق فالرجل و البي بي سي يمثلان موجة اثير واحد يجتهد خلالها عمر في قراءة نشرة اخبار علي طريقة مذيعوا الاذاعة البريطانية الاشهر غير ان عمر الذس استمعت الي نشرتة الاخبارية بسوق منطقة اقدي جنوب الدمازين, عمر العوض احمد الحاج من مواليد العام 1956 قال انه تأثر بطريقة اداء مذيع البي بي سي الفلسطيني ماجد سرحان ويومها كان الراديو لايفارق اذني عمر العوض منتصف ستينات القرن الماضي وقال انه يستمع الي اذاعات عالمية اخري مثل مونتكارلو والدوتشي فيلا الالمانية وراديوا كندا وهكذا الا ان ارتباطه ب( هنا لندن ) هو الاكبر, ويقول عمر ان اول نشرة اخبار اذاعها علي الجمهور علي طريقة البي بي سي كانت في مدينة ربك بالنيل الابيض في العام 1974 ويبتسم عمر في ثقة وسعادة وهويتذكر بداية بث محطتة الاخبارية التي جمهورها من المشتركين وغيرهم من الناظرين اليه بدهشة غطت احداث عالمية عديدة من بنها الحرب علي العراق وااحداث الحادي عشر من سبتمبر غير ان الرجل ومع اهتمامه الشخصي والمهني بالاخبار السياسية الداخلي منها والخارجي مولع للغاية بالاخبار الرياضية وهنا لا ينفي انحيازه الكامل لنادي الهلال مستشهدا بشعارات اطلقها جمهور الهلال خلال الاعوام الماضية علي شاكلة ( الكي الكي .. صلاح الضيئ) او كتلك العبارة الشهيرة التي رددها جمهور الهلال صبيحة انتصار المريخ الاخير علي الهلال والذي دفع عمر الي العود للتاريخ وهو يردد ( التاريخ موجود - ويكمل شعار الهلالاب قبل المباراة الاخيرة ( جوة ستادكم نحنا اسيادكم ) في اشارة لانصار سابق للهلال علي المريخ في عقر داره قبل سنوات ,
عمر الحاج ينافس اثير المحطة الاذاعية البريطانية التي تصل الي كل مكان فهو - اي عمر لندن - كما يسخر منه البعض طافت اقدامة ربوع مختلفة من السودان وعلي صدره لافتة ( هنا لندن ) قال لي في عجالة ( انا طفت في الفترة الاخيرة الخرطوم , الضعين , بورتسودان . باسندة , الشواك , قلع النخل ,الدمازين والان موجود هنا باقدي في طريقي لمنطقة اخري فور توقف هطول الامطاروفي الغالب ساذهب لتغطية زيارة رئيس الجمهورية لمدينة الدمازين ) وباقتدار ينجح عمر لندن وبذكاء فطري في اذاعة اخباره في قالب يمزج بين الجد والسخرية ليمضي بعدها تاركا مستمعية في حيرة يتسائلون عن حقيقة الخبر الذي اورده وخير مثال لذلك الخبر الذي استمعت اليه في سوق منطقة (اقدي ) في ذلك الصباح الماطر وهو يتجول في نشرتة مابين احداث العراق ودارفور واكامبو ويشير الخبر في قالب جاد الي حصول ثلاث من ولاة الولايات علي سيارات ( همر ) ويحدد اثنين منهما وهما والي الجزيرة عبد الرحمن سرالختم والثاني والي النيل الازرق مالك عقار , غير ان المذيع عمر لندن يضيف الي خبره وبصوت ضاحك ( ولم تتمكن مصادرنا من التحقق من صحة الخبر ) ليمضي في طريقة نحو موقع اخر تسبقه ضحكته المجلجلة بينما اصابعه المرتجفه تعد ماحصل عليه من مال اشتراك للنشرة السابقة.

القاهرة مدينة الالف وجه

مدينة الالف وجه

القاهرة تاريخ مضي ..و.. مستقبل يتشكل الان



القاهرة – انور عوض

دماء الحياة في القاهرة تبدو متوافقة مع كل شرايين البشر الذين يرونها راي العين او يزورنها عبر مشاهد الدراما اوالرواية المصرية , القاهرة بضجيجها (الكثافة السكانية أكثر 15 ألف نسمة لكل كيلومتر مربع) تحقق للراغبين من زائريها ( الجغرافيا ) التي يبحثون عنها ايا كانت فعلي مدار الساعة تستقبل المزارات الدينية مابين الازهر الذي انشأ في العام ( 972 م ) و مزارالحسين(1154 م. ) وغيرها تستقبل الاف الزوار وتقابل هذه المزارات الاسلامية دور مسيحية ابرزها في منطقة مصر القديمة حيث توجد كنيسة "ابو سرجة" التي تحكي قصة التجاء السيدة مريم العذراء والسيد المسيح إلي مصر لتحمي المسيح من انتقام هيرودوس .. وليس بعيدا عن هذه المزارات الدينية تستقبل ملاهي شارع الهرم روادها لا تملهم الملاهي ولا يسأمونها , ومابين هذه وتلك يتدافع هذه الايام الاف من معجبي نجما السينما المصرية عادل امام وعمر الشريف لدور العرض لمشاهدة العمل الفني للنجمين في فيلم ( حسن ومرقص ) ويشيئي ذلك الزحام في دور السينما لمشاهدتة منذ الخميس الماضي بان موضوع الفيلم يعبر عن مشكلة اجتماعية تواجه المجتمع قال لي احد هم عند مدخل سينما برمبل ( عادل امام ليس ممثل انه حكيم وربما يطرح بشجاعة واقع مشكلات مصر )
باختصار القاهرة لم تركن لامجادها التاريخية وتنام علي وسادتها بطمأنينة .


القاهرة لم تعد بلاد الالف مئذنة .. والابواب السبعة والاسوار الحاجزة .. القاهرة بتاريخها الذي يعود الي عام 969م استوعبت علي ارضها ثلاثة حضارات فرعونية واسلامية وحديثة لتخرج ملامح شوارعها لانتاج مشهد حديث لحضارة متجددة نجحت في عبور الابواب الثمانية التاريخية للمدينة واسوارها الثلاث , وبرغم قلاعها الاثرية تعتبر القاهرة فضاء يستقبل الجميع غض النظر عن الدين او الجنسية , ( أننا لا نشعر ب(الديسابورا هنا ابدا ) بتلك العبارة فسر لي الفنان التشكيلي السوداني معتز الامام اقامتة بالقاهرة منذ سنوات باحثا عن مساحة تستوعب تمرد افكاره وفرشاتة التي تضرب بالالوان في كل اتجاه.

حوار الحضارات
ليس باعتبار المساحة والسكان فقط تتصدر القاهرة المرتبة الاولي لاكبر المدن في المنطقتين العربية والافريقية والمدينة التي يبلغ عددسكانها نحو ثمانية ملاين نسمة , 3085 كم مربع هي مساحة القاهرة بيد ان هذه الكيلومترات من الارض تحمل في باطنها وظهرها خلاصة ثلاثة حضارات متعاقبه هي الحضارة الفرعونية والقبطية والاسلامية العرية عام 640 م) (ثم الحضارة الحديثة التي بدأت مع الحملة الفرنسية (1798)
القاهرةتتصدر حسب بعض المثقفيين من دول عربية عديدة التقيتهم بالقاهرة لكونها قابلة لاستيعاب الاخر بلا مشقة وبرحابة وانها تمثل بوابة الدخول للعالم ايا كان هذا العالم ثقافي ام سياسي.,

في الشارع .. مات الكلام


( التكعيبة ) مقهي شعبي يقع في شارع المعماري بقصر النيل..وعلي امتداد الزقاق الضيق الذي يجلس عليه الرواد تمتد ايادي الفنانين التشكيلين نحو اكواب ( الشاي الكشري) .. ومن خلفهم لافتات تعلن عن موقف البعض تجاه الراهن السياسي .. ( مات الكلام ) هو عنوان معرض فوتغرافي لاحد الفنانيين , انتهي ميقات العرض ولكن ربما قصد ان تظل اللافتة في مكانها قرب بيت المدينة للفنون , والاخير نفسه له قصة ففي صالاته الداخلية تنتصب لوحات فوتغرافية تحكي عن تفاصيل حياة السكان مثل توثيق العبارات المكتوبة علي ظهر السيارات والمركبات العامة والعبارات بطبعها لا تفارق لسان السخرية الذي عرف به المصريون لتاريخ غير قصير , بوسترات المعارض والفعاليات الثقافية جوار مقهي ( التكعيبة ) بوسط البلد تنبئي بان تلك الازقة الضيقة تعبر عن مساحة وسقف لاحلام كبيرة لشباب الفنانين وهم هنا
بالضرورة ليس من المصريين فقط اذ ان الرواد خليط من فنانيين قادمين من اوروربا وامريكا وبالطبع من افريقيا ومع ذلك تتوحد رغبتهم في الاستمتاع بمشروب ( الخروب ) البلدي كلما مر بائعه يحمل ابريقه الضخم فتتجمع حوله سحنات مختلفة تطفئ عطشها بمشروب مصري خالص يحقق درجة واحدة من السعادة للجميع . ومن المهم هنا الاشارة الي ان تمتع القاهرة بفضاء ابداعي وماحولة من صناعة يجذب المبدعين بالالة وسحر الشرق واساطير الراعنة التي لاتعد, وتكفي الاشارة هنا الي رمز فني مثل دار الاوبراالمصرية والتي افتتحت 1988 لتصبح اكبر مركز اشعاع ثقافي وفني بالاقليم.

معركة المنافسة لم تنتهي بعد

انفاس التناول الاعلامي للمؤسسات الاعلامية بالقاهرة تبدو ساخنة وباردة من هنا الي هناك وفقا لقربها وبعدها من نظام الحكم غير ان مجملها لا يخلو من استخدام قالب السخرية اللازعة التي تلامس موجة النقد المتصاعدة من اسفل , غير ان بعض المؤسسات العتيقة وذات الارتباط التاريخي بالسلطة لا زالات تحافظ علي نظافة ثوبها الاعلامي من اية اتهامات تحسب ضد الحكومة ,و في وقت شاع فيه ان بعض القائمين علي هذه المؤسسات بدأوا تحسس رؤسسهم والتفكير بجدية علي خلفية نجاح الصحف المستقلة باعتبار ان خريطة الفقر وغلاء الاسعار بالعاصمة المصرية لا تسمح بغير تقطيع كيكة القراء ,ولذا فان طرفا سوق الصحافة ينظران لتراتيب قائمة التوزيع بانها الكفيلة باعادة ترتيب مؤسسات الصحافة المصرية, ومع ان فارق التوزيع بين الصحف القومية مثل( الاهرام) التي توزع 800 الف نسخة مقارنة ب 80 الف نسخة لصالح صحيفة ( المصري اليوم ) كبري الصحف المستقلة يعد فارقا مهولا الا ان القادمين الجدد لسوق الصحافة يبحثون عن تحقيق مساحة لهم خصما من رصيد القدامي, وفي الوقت الذي تتوافق فيه قيادات الاهرام مع اصوات اخري سيما فيما يخص اعادة هيكلة الصحف القومية يري مدير تحرير الاهرام عبد العظيم درويش ان الارض لم تميد بعد تحت اقدام الصحف المستقلة ,ولعل ابرز مؤشرات التفاؤل يضعها رئيس تحرير الاهرام اسا مة سرايا الذي يري ان الاهرام مؤسسة راسخة وتمثل جزء من تاريخ مصر لا يمكن ان تتعرض للانهيار بهكذا بساطة, ومن علي الضفة الاخري يتحدث مؤسسي الصحافة المستقلة او الخاصه كما يطلق عليها البعض ان مصر في طريقها لتجاوز محطة الصحف القومية او الموصوفه لديهم بالحكومية , وبالرغم من ان رئيس تحرير ( البديل ) د. محمد السيد لا يضمن ان تستمر صحيفتة المعبرة عن اليسار في الصدور بسبب التمويل الا انه يعلن ان المرحلة الراهنة من تاريخ مصر تلزم بالخروج عن التكلس سيما في الصحافة , اما ( المصري اليوم ) المعبرة عن تحالف رجال الاعمال وعلي لسان قياداتها تراهن علي ان سوق الصحافة يكسبه من يعبر عن الشعب , وبعيدا عن حلبة التنافس المحتدم في سوق الصحافة يدور جدل اخر حول مدي سحب دول الخليج لبساط الاعلام من تحت اقدام القاهرة ,ويبدو ان التاثير الاعلامي للقاهرة علي المنطقة لم يتحول بعد الي تاريخ كما يري بعض المنجذبين لصالح الفضائيات بالخليج العربي ولذلك قد لا تصيبك الدهشة وانت تشاهد برنامج تلفزيوني مثل ( العاشرة مساء ) من قناة دريم وهي تبث ماهو اقرب الي استجوابات للمسئوليين النافذيين حول شكاوي خدمية لمواطنين ,ولكن وبتحريك مؤشر الريموت لاقرب محطة تلفزيونية غارقة حتي اذنيها في عالم الدراما تكتشف حجم فارق الاهتمام والجمهور ,


ساقية الصاوي .. مساحة للمبدعين

في ساقية الصاوي بالزمالك تتجسد عبارة ان القاهرة لها الف وجه , وجوه متعدةة لا يلغي احدها الاخر ولايسعي لالغائة .. وربما تعبر ساقية الصاوي عن ذلك ببرامجها ففي امسيات شهر يوليو الحالي تقدم الساقية اغنيات مصرية, وحفل لاغاني الروك,وافضل اغنيات الخمسينات , وفي الامسيات التالية اغنيات راب عربي وغناء نوبي وتراث سوداني وحفلات انشاد ديني وادب لبناني هذا بالطبع عدا الافلام السينمائية والندوات الثقافية ومسابقات ابداعية مختلفة .. وهنا تسال نفسك ماذ بقي من ثقافات العا لم الاخري ؟ الكل هنا ليعبر عن ابداعه ويسمع لابداع الاخر .. كل هذ الاستيعاب للاخر بالقاهرة المصرية لا يلغي البتة وجهة التأثيروموجة التغيير التي تحدثها القاهرة في جميع العابرين .. او بالاحري العودة لقاعدة الجذب والتأثير التي عرفت بها مصر تاريخيا وتبحث لها عن امتداد في المستقبل .



الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008






بيروت .. قصة الجمال كاملة












أنور عوض : بيروت

اذ ماعتبرنا ان القاعدة التي يطلقها علماء الاجتماع ( الانطباع الاول هو الاخير ) فان اللبنانيون اعتمدو علي تجسيدها وبحرفية موصولة بسحر اللقاء الاول, فبالرغم من الكتابات اللامتناهية التي سطرها الشعراء والكتاب والصحفيون وغيرهم عن لبنان وعوالم بيروت وحكاياتها مما يشوق اليها كل من يقرأ الشعر او يشاهد الدراما او حتي مشاهدو نشرت الاخبار , غير ان هذا التشويق يصبح بلا قيمة ضمن حزمة من المشاعر والتلهف وان تبصر بيروت من علي الطائرة , وبلا وعي او بوجوده العميق غرقت في ابتسامة عريضة وزرقة البحر الابيض تملأ مدي بصري , فعندما كانت الطائرة عجلاتها تتهيأ لتقبيل الارض اللبنانية في مطار رفيق الحرير الدولي , وعلي يمين المدرج مباشرة يلتقيك ساحل البحر لا يفصله عن المدرج سوي امتار معدودات وسلك شائك , وعبر نافذة الطائرة في جهتها اليمني ابتسمت في وجه بيروت , المسألة قد يراها البعض عادية ولكن من يقرأ عميقا في الاشياء يدرك ان اختيار مدرجات مطار علي ساحل البحر يعبر عن فلسفة جمالية وسياحية وحرص مسبق علي ان تشدك بيروت قبل ان تطاها اقدامك , اذا انهم وبذكاء لم يراهنوا علي فخامة المطار وحسب بل توظيف جماليات الطبيعة , ومن المطار الي قلب المدينة تتجلي البنية التحتية ممثلة في طرق وجسور بكامل حداثتها وكأن الحرب لم تعرف طريقها الي ارصفة المدينة ذات يوم ,


برغم الرصاص والحواجز .. للحياة طعمها.. والاغاني

الرغبة في الحياة في بيروت تبدو اكبر من سحابة الخراب التي تركت اثارها علي المباني في العاصمة اللبنانية نتيجة ازمات متتالية منذ الحرب الاهلية قبل عشرات السنين مرورا بالحرب مع اسرائيل العام الماضي و انتهاءا بالاشتباكات المسلحة بين اطراف لبنانية خلال الاشهر الماضية ونهاية باشتباكات طرابلس الاخيرة ..الرصاص وزخاته رسمت اثارها علي بعض البنايات تزكر البيروتيين بالايام العصيبة وقد تركت بعضها علي حالها لم تمتد لها ايدي الترميم كماهو الحال في البنك اللبناني الكندي مثلا ولا ادري ماهو المغزي ؟ .. رسالة للمواطنين بسؤات الحرب والثمرات المرة للخراب ام ماذا ؟ غير ان الرسالة الثانية المتعلقة بمسيرة الحياة ترتفع بارتفاع مباني جديدة علي بعد امتار جوار الاولي وهنا كما يبدو تكمن ارادة اللبنانيون في الحياة .. هم خبروا الحرب وخرابها ولكن متمسكون بالسلم واغنياته ,
وتوفقت زيارتي مع حادثة اختطاف الصحفيين الامريكين ومع ان الحوواجز الامنية تتمدد هنا وهناك الا ان الحركة كات تسير عادية رغم الوجود الامني الكثيف , تعبر دون ان يوقفك احد او يسال عن هويتك , وكانهم يقولون ان الطمأنينة هنا اكبر من تداعيات الحوادث والاختطاف , مهما خطفوا فان الحياة الطبيعية باقية في بيروت .


لبنان واللبنانيون .. من يوحي للاخر

بقدر رقعة الخلاف بين التيارات اللبنانية الا ان الزائر لبيروت الاسابيع الماضية يشهد نغمة واحدة ورسالة واحدة تعلو البنايات والجسور والطرقات , فعقب الحملة التي نفذتها السلطات اللبنانية لازالة كل الملصقات ذات الارتباط بالازمات الماضية والتي كانت سببا بشكل او اخر في تأجيج الخلاافات الماضية , فكم من شعار مخطوط سال من مفعولة التعبوي دم
وبالرغم من ان ازالة التوتر بدأت بالشق السياسي وتوحيد الارادة الوطنية الا انهم لم يهملوا امر الملصقات والبوسترات المؤججه للخلاف اذ امتدت اليها ايادي البنانيون عقب الاتفاق لتزيلها عن شوارع بيروت , حيث انه لم يعد هناك سوي العلم اللبناني الذي يريفرف في كل مكان , علي المباني والجسور والطرقات , بل حتي عربات ( التليفرك ) الصغيرة تتزين اعاليها بالاعلام .. وجوارها عبارت قوية تدفع نحو لبنان , شعرات وعبارات تمجد رسالة ان لبنان للكل وان الكل للبنان فعلي احد الشوارع الرئيسية بمنطقة الحمرا يتكاثر وجود لافتة عملاقة بطول عشرات الامتار تقول (كلنا للوطن ) كتبت علي خلفية العلم اللبناني , وعلي ذكر اللافتات فان الابداع فيها يتجلي فنيا , تصيبك اللافتات بالدهشة لافكارها المبتكرة والموحية فعلي الطرقات لافتة لحسناء لبنانية ترقد اسفل سيارة لصيانتها , ولافتة اخري بعنوان ( لبنان كل القصة ) وتصيبك الدهشة قبل ان تصل للفحوي .

للتسوق فنون

اسواق بيروت متفاوتة فما بين مركز المدينة السابق في منطقة الحمرا وانتقاله الجديد الي سولدير تتمدد فنون التسويق , غير انني لم احدق كثيرا في دنيا التسوق المرتبطة بملامح الولمة علي عكس اهتمامي بالاسواق الشعبية هناك ومن بينها السوق الشعبي الكبير كم يسمونه , كيلومترات محدودة ممتدة بشكل طولي منظم توفر فيها كل ما يخطر علي بال الزائر , بجانب الملابس والعطور وغيرها تعرض المحال الشعبية الصغيرة ادوات الحفر واحدث الاجهزة الالكترونية بل والالات الموسيقي , وبذكر الاسواق فان الباعة هناك لا مشكلة للتعامل بينهم والمرتادين بكل عملات الدنيا ,

منطقة الحمرا .. سحر المكان وان تبدل الزمان

تاريخ واشعار كتبت عن منطقة الحمرا وشارع الحمرا في ايام مجده ومع ان مركز المدينة انتقل الي منطقة سولدير الا ان الشارع لم يفقد بعد مكانتة , اذ ان منطقة الحمرا بشوارعها الجميلة التي تطل عليها مباني اخذت من حضارات الدنيا المختلفة نصيبها , بيد ان الشوارع ورغم صخب الدراجات النارية التي تهدر في كل الشوارع الا ان منطقة الحمرا تتميز بهدؤ يتسق والوان ازياء المشاة ومرتادي المقاهي المطلة علي الارصفة , ولشد ما انتبهت ومعي بعض الاصدقاء الي محل للفلافل و ا والمعجنات حمل لافتة ( بربر ).

صخرة الروشة ..بين الحب والانتحار .. سحر لا ينتهي
من يزور لبنان لابد ان يقف عندها , ليس لجمال مشهدها علي خلفية مياه البحر الابيض المتوسط الزرقاء ولكن لان تفصيلات المشهد تفتح امامك سحر الطبيعة , نعم هما صخرتان ومياه ..لا اكثر ولكن العين التي تبصر تربط بينهما وبين الاسطورة , وتدفعك امواج فنون النحت الطبيعي نحو تشكيلات صخرية نادر ة تملا العين, هي صخرة صلدة وعالية يطلقون عليها سيما وسط الشباب صخرة الحب , ويشير بعض علماء الجيولوجيا بأن صخرة الروشة ظهرت بسبب عدة زلازل قوية ضربت بحر بيروت الغربي في القرن الثالث عشر، أدى هذا الزلزال إلى القضاء على العديد من الجزر المأهولة في ذلك الوقت وظهر في محلها صخور كثيرة منها صخرة الروشة ووتكون صخرة الروشة من كتلة صخرية كبيرة هائلة مجوفة في الوسط. تبلغ قمة الصخرة ما يقارب ال 70 مترًا ومتوسط ارتفاعها 25 مترًا وفي الأتجاه المقابل توجد صخرة مدببة مرتفعة متأثرة بعوامل التعرية , وبجانب الاسم الذي يطلق علي الصخرة ( صخرة الحب ) يميها البعض ب'صخرة الأنتحار' على الرغم من أن حالات الأنتحار نادرة كما تقول المعلومات المتاحة حول الصخرة .